نقعة الظمآن
نقعة الظمآن
البشير عصام المراكشي
يَشغلُ علمُ البلاغةِ بينَ العلومِ العربيّةِ مكانةً مرموقةً ومنزلةً عاليةً، وذلك لارتباطِهِ ببيانِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ، ومنَ المنظوماتِ المُختصرةِ في هذا العلمِ متنُ “مِئة المَعاني والبيانِ” لأبِي الوليدِ مُحِبِّ الدّينِ مُحمّد بنِ محمّدٍ بنِ الشّحنةِ الحلبيِّ، لِذا عَزمَ الدّكتورُ البشيرُ عِصَام المَراكشيّ على تأليفِ كتابٍ مُختصرٍ يشرحُ فيهِ هذا المتنَ بلغةٍ سهلةٍ، واضحةِ التّمثيل، تَصلحُ للمُبتدئينَ في هذا الفنِّ، حيثُ صاغَ طريقتُه بوضعِ كُلّ منظومةٍ مُرقّمةٍ، على حِدة، ثُمَّ يَتطرّقُ إلى الأبياتِ ويشرَحُها بيتًا تلوَ الآخَر، ويُبيّنُ مافيهِ منَ المعاني، معَ اقتراحِ مجموعةَ تمَارينٍ مُرفقةٍ بحلّها في أواخرِ الأبوابِ، لِيقيسَ الطّلبةُ بها مَدى استيعابِهم، وفي مرحلةٍ لاحقةٍ بعدَ انتهائِه منْ حُسْنِ صنيعِه، يذكرُ المنظومةَ كاملةً لمَنْ أرادَ حِفظَها، لِيكونَ الكِتابُ بما احتوَتهُ صفحاتُه طريقةً مدرسيّةً لتدريسِ علمِ البلاغةِ في المُحاضراتِ العلميّةِ، إذْ يُشكِّلُ عونًا وإزْرًا لطلبةِ العلمِ عَلى سلكِ دربِ المعرفةِ والأدبِ.