المسلمون وقضية فلسطين
المسلمون وقضية فلسطين
لطالما كانت قضيةُ فلسطين هي القضية الإسلامية المعاصرة الأولى التي تشغلُ بال كل مسلمٍ حق مهما كبرَ أو صغرَ سنّه، وقضيةُ فلسطين بالنسبة للمسلمين هي قضية عقائدية بحتة؛ قبل أن تكون مجردَ قضيةٍ قومية، والقضايا العقائدية لا يتصدرُ لها إلّا رجالًا جعلوا من منابرهم سيوفًا في وجه المحتل الغاصب، وفي هذا الكتاب الجميل يقفُ الشيخ أبا الحسن الندوي على منبره صادحًا بكلماتِ حقٍ قلما تجدُ لها مثيل في عصرنا الحالي، فيفتتحُ الشيخ الكتابَ افتتاحَ الطبيب الماهر الذي يُمحِّصُ عن الأسباب لا الأعراض، فعلاج الداء يكونُ بمعالجة السبب لا العرض، فيشرحُ الشيخُ السببَ الذي أدى لخسارة المسلمين لفلسطين الحبيبة، والسبب برأي الشيخ ليسَ بسبب إهمال أهل فلسطين لها؛ إنّما بسبب الانحلال الأخلاقي والترف والسفه وكثرة انتشار المعاصي في بلاد المسلمين كافة، والكتاب في مجمله عبارة عن عشرة محاضرات ألقاها الشيخ ثم جمعها في هذا الكتاب، والمحاضرات الأربع الأولى تدور في معظمها عن سبب خسارة المسلمين لفلسطين، أما المحاضرات التي تليها فهي بمثابة دعوة ونداء للمسلمين كافة للإسهام في تحرير فلسطين كل واحدٍ منهم على ثغره؛ أمّا المحاضرة الأخيرة فهي بمثابة بشرى وتطمين للمسلمين بأنّ العاقبة للعرب وللمسلمين، وأنّ فلسطينَ ستعودُ حرةً أبيّة بإذن الله.