الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
الإمام ابن تيمية
لمّا نَزلَ دِينُ الإسلامِ على العبادِ، بيّنَ اللهُ لهم طريقَ الحقِّ الذي يرتَضيهِ مُتمثلاً باتّباعِ كتابهِ و سُنّةَ نبيهِ فكانَ للهِ أولياءٌ في الأرضِ هُم أهلُ اللهِ وخاصّته، بينما كانَ هناكَ من تخَاذلَ عن الولايةِ والطاعةِ وامتَثلُوا بذلكِ لأوامرِ الشيطانِ و وساوسِهِ فغَدوا أولياءَ له؛ وهنا يكمنُ لُبُّ الكتابِ وجوهرهُ لمؤلفهُ ابن تيمية ، والذي يأخذنا معهُ برحلةٍ مقدارُها أربعةَ عشرَ فصلاً يحدّثُنا فيها عن الفوارقِ بينَ من كانوا أولياءَ اللهِ؛ يتّبعونَ كلّ ما يرتضيهِ ويمتنعونَ عن كلّ ما نهى عنهُ، صفاتُهم وتكريمُ اللهِ لهم، تصنيفُهُم والتفاضلُ فيما بينهم، وأولياءَ الشيطانِ؛ الذين اتّبعوهُ فزلّتْ أرجلُهُم في بِركٍ من وحلِ مكرهِ لهم يشدّهُم إليهِ بمعيّتهِ ويمدّهُم بالعونِ إلى أن يغرقُوا بالمعاصِي والشركِ، مستدّلاً على ذلكَ بالآياتِ القرآنيّةِ والأحاديثِ النبويّةِ الشريفةِ.