الجوانب العاطفية في حياة الأنبياء: كشف وتأملات نفسية
الجوانب العاطفية في حياة الأنبياء: كشف وتأملات نفسية
مالك بدري
تأمُّلٌ وكشفٌ في الحياة العاطفية للأنبياء، وتفحّصٌ لحكمة الله تعالى في تكوينهم العضوي والنفسي والروحي منذ طفولتهم، بالشكل الذي يناسب ما سوف يلقيه تعالى عليهم من ابتلاءات النبوة. وهو درسُ معرفي في كيفية الولوج إلى عالم الأنبياء بمزيج من الفهم العلمي الدقيق لعلم النفس واختباره بناء على المعايير والرؤية القرآنية، والإيمان القائم على عاطفة الحبّ والخشية والرجاء، ليتكامل الجانب المعرفي مع العملي مع الوجداني. مناقشةٌ هادئة وبحث في بِنيات التفكير النفسي الغربي وتفكيك علمي رصين للنظريات النفسية الغربية، التي انغمست في ماديتها وفي تعاملها مع الإنسان بوصفه حالة مادية بحتة تعتريها وتسيطر عليها الغرائز المكبوتة. فعلم النفس الغربي يزخر بتصورات ساذجة مختلفة عن طبيعة الإنسان، تنسج حولها كثير من النظريّات ومناهج البحث التي تسعى جاهدةً لتأكيد صحتها. إعادةُ اعتبار لجوانية الإنسان في التعامل مع الظواهر؛ فالكتاب يتطرق إلى مفردة وفكرة مهمة قلّما يتناولها الباحثون في الدائرة الإسلامية، وهي التأمُّل. ونحن نعي ما لهذه المفردة من سَبْرٍ عميق في النفس الإنسانية، لتنتقل من مرحلة الكمون والقوة إلى مرحلة التجلي والفعل، فالتأمُّل في المفهوم البَدْريّ مرحلة متقدمة جداً في النظر إلى مجريات الأحداث بالوصول إلى النتائج متجاوزين سؤال (كيف ولماذا وما إلخ) من تلكم الأسئلة التي تحتاج إلى حفر معرفي؛ ذلك لأن التأمُّل كيمياءٌ من العلم والخبرة والعطاء الرباني.