الشخصية اليهودية من خلال القرآن
الشخصية اليهودية من خلال القرآن
إنَّ المشكلةَ اليهوديّةَ من أعقدِ المشكلاتِ، كما أنَّ الخطرَ الداهمَ منها يتهدّدُ الأمّةَ الإسلاميّةَ، وإنَّ القضيةَ الفلسطينيّةَ الناتجةَ عن المشكلةِ اليهوديّةِ قدْ أوشكَ البعضُ أنْ يضيّعوها ويفرّطوا بثوابتِها، وفي الكتابِ الَّذي بينَ يدينا يعرضُ المؤلّفُ من خلالهِ لمواطنِ حديثِ القرآنِ الكريمِ عن اليهودِ، محاولاً استخراجَ حكمةِ العدولِ من اسمِ بني اسرائيلَ إلى اسمِ اليهودِ، ومقدِّماً خلاصةً موجزةً لتاريخِ اليهودِ كما عرضهُ القرآنِ الكريمِ؛ ابتداءً من هجرتِهم إلى مصرَ زمنَ يوسفَ _عليهِ السّلامُ_، حتّى ضياعِ محاكمِهم وذهابِ سلطانِهم بعدَ حكمِ سليمانَ _عليهِ السَّلام_، ليقفَ من ثمَّ وقفةً مطولةً أمامَ آياتِ القرآنِ الكريمِ وهي تتحدّثُ عن الشخصيّةِ اليهوديّةِ وتُبيّنُ سماتِها وأخلاقِها وتعرضُ عقيدتَها ودينَها، مسجلةً مزاعمِها وافتراءاتُها، وواصفةً عقوباتِ اللّهِ ضدَّها، منتقلاً بعدَها إلى النّظرِ في الكيانِ اليهوديِّ المعاصرِ الّذي أقاموهُ في فلسطينَ، وذلكَ من منظارٍ قرآنيٍّ ليرى الكيانَ على حقيقتهِ، وليرى اليهودَ الذينَ أقاموهُ على حقيقتِهم، عارضاً هذا الكيانَ على سننِ اللّهِ الثابتةِ، فيرى مصيرهُ المحتومَ ونهايتهُ المقررةَ، مُقدّماً للمسلمينَ معالمَ قرآنيّةٍ بخصوصِ صراعِهم المعاصرِ مع اليهودِ، وقد اختتمَ كتابهُ بتقديمِ رؤيةٍ إسلاميّةٍ لمستقبلِ الأمّةِ وقدْ عادتْ إلى إسلامِها، وجاهدتْ أعداءها وانتصرتْ عليهم، وكذلكَ رؤيةً إسلاميّةً لمستقبلِ الكيانِ اليهوديِّ، مُبيّناً للقرّاءِ المسلمينَ أنّهُ لا يملكُ أيَّ مقوّمٍ من مقوّماتِ الوجودِ الدائمةِ، ولا عنصرٍ من عناصرِ الحياةِ المستقرّةِ.